العمري.. هل يحفظ ما بقي له ويلحق بالجروان والمرداسي
العمري
بريدة – سلطان السيف
عندما أعلن الحكمان عبدالرحمن الجروان وممدوح المرداسي اعتزال مجال التحكيم وترك المجال للحكام الشباب، وهما اللذان واجها انتقادات حادة طيلة مسيرتهما التحكيمية، فهذا جاء لأنهما احترما رغبة الشارع الرياضي واحترما عامل السن والقدرات التحكيمية التي لم تقف في صفيهما، وهي خطوة تحسب لهما.
وحين تنازل الحكم عبد الله القحطاني عن صافرته بسبب عدم قدرته على إكمال مشواره، بسبب بعض الإخفاقات أو حتى عدم مقدرته على التعايش مع وسط تحكيمي مليء بالمشاحنات التي أفرزها تدهور التحكيم، فإن في ذلك حفظ لكرامة الحكم على الصعيدين المهني والشخصي.
وعندما نذكر هذه الأمثلة، فهذا لأن ما يحدث على الساحة التحكيمية أمر مخجل ومؤسف لدرجة وصلت فيها الأمور إلى التشويه بصورة قد تجبر الجماهير على ترك المدرجات والانتقال لمتابعة منافسات أخرى بعيدة عن المجاملات والعشوائية في إدارة الأمور مثلما يحكي واقع التحكيم المحلي.
في الجولة 14 من دوري "زين" نحر الحكم عبدالرحمن العمري القانون بطريقة معيبة بحق الحكام المبتدئين فكيف بحكام يحملون الشارة الدولية التي أضحت لا تتعدى كونها مجرد "صفة مع وقف التنفيذ".
فالعمري الذي قاد مباراة الرائد والشباب تعامل مع أحداث اللقاء بانتقائية جعلت من قراراته مثار سخرية لا استغراب مثلما في مناسبات ماضية، ومن يشاهد أحداث اللقاء وتلك الأخطاء يجزم بأن حال التحكيم لن يتطور بمثل هذه العينة من الحكام الذين استمرؤوا ارتكاب الأخطاء لدرجة غض النظر عن حالات لا تحتمل الشك مثل التدخل العنيف من مدافع الشباب تفاريس على لاعب الرائد محسن القرني داخل المنطقة المحرمة والذي كاد بسبب أن يتعرض الأخير لإصابة بالغة الخطورة، فضلاً عن احتساب هدف الشباب الأول من خطأ لمصلحة حارس الرائد في منطقة ال6 ياردات، وهي المنطقة التي اصطلح على تسميتها قانونياً بمنطقة حراس المرمى، وليس ببعيد التغاضي عن طرد مدافع الشباب ماجد المرحوم الذي أعاق مهاجم الرائد موسى الشمري عن الإنفراد بمرمى الشباب.
العمري الذي وصل لمرحلة يأس من تطور قدراته التحكيمية، سيواصل ارتكاب هذه الأخطاء، وسيستمر في لفت الأنظار مثلما في مباراة الفتح والشباب الشهيرة وهدف "السمع" الذي احتسبه العمري في مرمى الفتح، عدا عن كونه أسوأ الحكام في التعامل مع اللاعبين داخل أرضية الملعب وهو الذي اشتكى منه لاعبون كثر، أبرزهم لاعب القادسية سلطان اليامي، ومدافع الرائد حاتم عقل، حين أكدا أن العمري لا يتعامل مع اللاعبين إلا بعبارة (انقلع عن وجهي)، وهما الحديثان اللذان تكررا لأكثر من مرة وفي موسمين ومناسبتين مختلفتين ما يدل على صحتهما.
أحداث كثيرة ومشاكل متراكمة في مسيرة العمري أثبتت أنه لم ولن يساير الركب، وبالتالي فإن وجود هذه العينة من الحكام قد يهدد مستقبل التحكيم، ولن يجد رئيس لجنة الحكام طريقاً لإنقاذ التحكيم، ليكونوا مثل سابقيهم الذين عجزوا عن اتخاذ قرارات رادعة بحق المتلاعبين بهوية وهيبة التحكيم، فهل تتحرك لجنة المهنا لإيقاف عملية تشويه المنافسات، أم يرمي العمري الصافرة ويلحق بسابقيه قبل أن تصل الأمور إلى مرحلة لا خط رجعة فيها؟.