في رمضان.. عقارب الساعة تسير مقلوبة!
في الليلة الأولى من رمضان، وقبل أن يبدأ الناس الصيام، بُهِتُ لما سمعت سيدة تَعِدُ أخرى بمكالمة لتبادل الأخبار والسؤال عن الأحوال، في الساعة الثانية عشرة ليلا!!
إن عقارب الساعة في رمضان لتكاد أن تسير في عكس الاتجاه، من هول ما يرى المرء من قلب نظام الحياة فيه، فلا الليل للراحة والسكون وخبيئات الأعمال، ولا النهار للكد والعمل والكفاح!
فأي قوم يا ترى فعلوا بك هكذا يا رمضان؟! أهو نظام التعليم والمدارس؟ أم ساعات عمل المتاجر؟ أم مواعيد اجتماعات الأسر؟ أم غير ذلك؟!
كلنا ملومون، وكلنا ملطخون بجريمة قتل الوقت في رمضان، وإضاعة ساعاته في اللهو والغفلة والسهر التافه، واضطراب نظامه ومواعيده، وكلنا أيضا بيدنا الحل، لمن شعر بصدق وفكر وعزم.
فالرجل راع في أهل بيته مسؤول عن رعيته، فليحرص كل امرئ عاقل ساءه هذا النظام المقلوب، أن يصلحه في بيته بتنظيم مواعيد الاستيقاظ والراحة، دون إفراط في النوم ، ودون تأخر في السهر بلا منفعة، كما أن على رب الأسرة تخصيص وقت لقراءة القرآن مع أولاده، والحديث المفيد النافع معهم، وتعليمهم، وإشغالهم عن بذاءة التلفاز وسخريته والسهر أمامه وتبديد ساعات رمضان بسببه، فإن العربة الفارغة تثير الضوضاء أكثر بلا شك.
وأنتن يا معشر النساء، يا من يلهث كثير منكن في شهر رمضان ليبعثرن الساعات في الأسواق خلف اللباس والمجوهرات والساعات الثمينة، إن السمو الحق والرفعة الأصيلة ليست في جوهرة نفيسة تزينين بها جيدك، أو ساعة باهظة تحيطين بها معصمك، بل هو أن تجعلي كل ساعة بل كل دقيقة في يومك جوهرة رائعة منتجة فعالة، تدر عليك الفائدة والنفع والبركة، فتؤدين حق زوجك، وترعين أولادك، وتربينهم على زيادة الطاعة ومضاعفة الجهد في رمضان، وتصلين الرحم والجيران، وتبرين وتتصدقين وتعلمين وتربين، فيكون لديك كل يوم جواهر ودررا من الدقائق المتألقة، ترصعين بها سجل حسناتك وصحيفة أعمالك، حتى إذا انطوى الشهر وانتهى موسم البذار، وجاء العيد وظفر الفائزون،لم تكوني ممن يقلب كفوف العجز ويتمنى على الله الأماني!!
الكاتبة \ منال الدغيم
في الليلة الأولى من رمضان، وقبل أن يبدأ الناس الصيام، بُهِتُ لما سمعت سيدة تَعِدُ أخرى بمكالمة لتبادل الأخبار والسؤال عن الأحوال، في الساعة الثانية عشرة ليلا!!
إن عقارب الساعة في رمضان لتكاد أن تسير في عكس الاتجاه، من هول ما يرى المرء من قلب نظام الحياة فيه، فلا الليل للراحة والسكون وخبيئات الأعمال، ولا النهار للكد والعمل والكفاح!
فأي قوم يا ترى فعلوا بك هكذا يا رمضان؟! أهو نظام التعليم والمدارس؟ أم ساعات عمل المتاجر؟ أم مواعيد اجتماعات الأسر؟ أم غير ذلك؟!
كلنا ملومون، وكلنا ملطخون بجريمة قتل الوقت في رمضان، وإضاعة ساعاته في اللهو والغفلة والسهر التافه، واضطراب نظامه ومواعيده، وكلنا أيضا بيدنا الحل، لمن شعر بصدق وفكر وعزم.
فالرجل راع في أهل بيته مسؤول عن رعيته، فليحرص كل امرئ عاقل ساءه هذا النظام المقلوب، أن يصلحه في بيته بتنظيم مواعيد الاستيقاظ والراحة، دون إفراط في النوم ، ودون تأخر في السهر بلا منفعة، كما أن على رب الأسرة تخصيص وقت لقراءة القرآن مع أولاده، والحديث المفيد النافع معهم، وتعليمهم، وإشغالهم عن بذاءة التلفاز وسخريته والسهر أمامه وتبديد ساعات رمضان بسببه، فإن العربة الفارغة تثير الضوضاء أكثر بلا شك.
وأنتن يا معشر النساء، يا من يلهث كثير منكن في شهر رمضان ليبعثرن الساعات في الأسواق خلف اللباس والمجوهرات والساعات الثمينة، إن السمو الحق والرفعة الأصيلة ليست في جوهرة نفيسة تزينين بها جيدك، أو ساعة باهظة تحيطين بها معصمك، بل هو أن تجعلي كل ساعة بل كل دقيقة في يومك جوهرة رائعة منتجة فعالة، تدر عليك الفائدة والنفع والبركة، فتؤدين حق زوجك، وترعين أولادك، وتربينهم على زيادة الطاعة ومضاعفة الجهد في رمضان، وتصلين الرحم والجيران، وتبرين وتتصدقين وتعلمين وتربين، فيكون لديك كل يوم جواهر ودررا من الدقائق المتألقة، ترصعين بها سجل حسناتك وصحيفة أعمالك، حتى إذا انطوى الشهر وانتهى موسم البذار، وجاء العيد وظفر الفائزون،لم تكوني ممن يقلب كفوف العجز ويتمنى على الله الأماني!!
الكاتبة \ منال الدغيم